3- المرحلة الثالثة : مرحلة تحلیل الأدبي ذات الصبغة المنهجیة
لیس تحلیل العمل الأدبي متروکاً للإرتجال و الذوق الفردي و الانطباعیة. فدراسة الأدب دراسة جدیة تتطلب من الدراس اختصاصاً و منهجاً؛ و هذا لا یعني إنکار أهمیة ذوق الدراس في توجهه إلی النص، ذلک أن هناک تفسیرات أدبیة عمیقة لنقاد بل قرّاء تمیزوا بذوقهم الفني و ثقافتهم العمیقة؛ غیر أن الدراسة الأدبیة المنهجیة لا یمکن أن تقوم علی حدس الدارس و ذوقه الشخصي، فهما ضروریان و لکن غیر کافیین. إن الانطباع الذاتي أو الذوق الفني الفردی مهما بلغت أهمیته یکون بحاجة ماسة لأن تصبح مقولة قابلة للاثبات من خلال مظاهر وجودها موضوعیاً في النص.
وعلی هذا أن الذوق الفني للدارس یبقی أعزل إذا لم تکن دراسته مبنیة علی مبادیء و أسس منهجیة قابلة للاثبات علی النص؛ غیر أن هذه المنهجیة غیر موجودة للوهلة الأولی. فهي لا تأتي من العدم و لا تنشأ في الفراغ. و لکي یتمکّن الدارس من اتخاذ منهج للسیر علیه، لا بدّ أن یکون مسلحاً و مضطلعا بِعُدّة متطورة اکتسبها من قراءات کثیرة و تجربة الذین سبقوه؛ و في هذه المیدان تواجهه منهجیات مختلفة و إطللالات متعددة في دراسة النص؛ فعلیه أن یعلم أن هذه إطللالات نسبیة أولاً، و أنها لا تکون إلا مجرد فرضیات توصّل إلیها الآخرون من خلال مطالعاتهم و تجاربهم الشخصیة، فلیست مغلقة بمعنی أن یکون الدارس إزاءها منقاداً مستسلماً بل علیه في هذا المضمار أن یقرأ کثیرا و یصدّق قلیلاً معتمداً علی حسّه النقدي و تفکیره الشخصي و عدم التنازل عنهما لیقرر إهمال ما ارتکبه السابقون علیه، و عندئذ یصبح الدارس علی اختیار المنهجیة المتمثلة في خطوط أساسیة یمکن أن تنطبق مع تجارب الآخرین أو لم تنطبق معها بإضافة خطوط جدیدة علیها من قِبَله أو اختصارها وفقاً لتجاربه و ثقافته من جهة و تماشیا مع طبیعة العمل الأدبي من جهة أخری.
وأما الخطوط الأساسیة التي یُِقترح السیر علیها فی تحلیل النص القصصي و دراسته فهي:
أولا: النسیج القصصي أو الهیکلیة القصصية
ثانیا: الحبکة
ثالثا: الشخصیات
رابعا: البیئة
خامسا: المعاني اللافتة
سادسا: الأسلوب
وکلٌ من هذه الخطوط یشتمل علی عناصر و جزئیات یحتاج إلی شیء من البسط و الایضاح.
أولا: النسیج القصصي أو الهیکلیة القصصية
لکل نص مادة حسیة تراها العین إذا کان النص مکتوبا أو تسمعها الأذن إذا کان شفیها. هذه المادة الحسیة مؤلفة من مجموعة عناصر أساسیة تنتمي إلیها کل عبارة من عبارات النص؛ و العناصر هي : السرد - الوصف – الخطاب – تدخلات الراویة. و دراسة نص قصصي من زاویة هیکلیته تکون رصداً دقیقا لمعرفة المکانة التي یحتلها کل من هذه العناصر و الوظیفة التي تؤدیها؛ و للتوصل إلی مکانة هذه العناصر و وظیفتها في النسیج القصصي یُقترح تنظیم المخطط التالي:
الف) تعریف کل عنصر تعریفا دقیقا مستنداً إلی مصادیق من النص.
ب) تحدید النسبة التي یشغلها کل من عناصر الهیکلیة القصصية، و یتحقق ذلک بإحصاء عدد الأسطر التي یشغلها کل منها من المجموع العام لعدد الأسطر.
ج) دراسة وظیفة کل من هذه العناصر في البناء الکلی للنص.
وأمّا تعریف هذه العناصر فهو :
1- السرد
هو نقل الأحداث التي تجری في القصة، و یقوم علی تتّبع حرکة الشخصیات و نقل الأفعال الصادرة عنهم. فهو عنصر متمیز هام لا غنی عنه في الأدب القصصي، و علاقته بالقصة کعلاقة الحوار بالمسرحیة.
2- الوصف
هو نقل صورة للشخصیات و الأمکنة و الأشیاء. و الوصف یشترک السرد في أنهما یتحققان بضمیر الغائب أو ضمیر المتکلم.
3- الخطاب
و هو علی نوعین : الخطاب المباشر و الخطاب غیر المباشر:
3-1- الخطاب المباشر، و هو علی ثلاثة أقسام:
3-1-1- الحوار
هو أن یجري الکلام بین شخصین أو أکثر معبرین عن أفکارهم و میولهم و طباعهم، فبدل أن ینقل إلینا الراویة کلام الأشخاص یترکهم یتکلمون فیذکر کلامهم حرفاً حرفاً و کأنه شاهد أمین. و هناک علامة مطبعیة (-) في أول الکلام تدل علی أن الکلام یجري بشکل الحوار.
3-1-2- المونولوج
هو نقل کلام توجهه الشخصیة إلی نفسها، و غالبا ما له مقدمة تشتمل علی ضمیر الذات، نحو «قال في نفسه، خاطب نفسه و...».
3-1-3- المونولوج الداخلي أو المناجاة الداخلیة
وهی تختلف عن المونولوج في أنه نقل لا لکلام منطوق صادر عن الشخصیة بل لأفکار و مشاعر داخلیة لم تظهر بصیغة کلام ملفوظ. فهو کلام مباشر دون مقدمة «قال في نفسه» و دون مزدوجین.
3-2- الخطاب غیر المباشر
هو نقل لکلام إحدی الشخصیات تعبر عن أفکارها و طباعها، غیر أن النقل لا یکون حرفیا و بأمانة، بل بتصرف إما بالاختصار و إما بالتحلیل، و هو علی نوعین:
3-2-1- الخطاب غیر المباشر العادي
یختلف عن الحوار في الضمیر حیث ینتقل فیه الضمیر من المتکلم إلی الغائب مع مقدمة تحتوي علی فعل «قال أو مشتقاته» و تعقبه «أنّ» دون النقتطین بعدها.
3-2-2- الخطاب غیر المباشر الحر
یختلف عن العادي بکونه غیر مقیّد بالمقدمة «قال إن»، و القاصّ بواسطة هذا النوع من الخطاب ینقل إلینا ما یدور في نفس الشخصیة من مشاعر و أحاسیس و لا الکلام الصادر عنه، و بهذا یشترک هو مع المونولوج الداخلي، لکن یختلف عنه من حیث الشکل بأنّ ضمیر الغالب علی الخطاب غیر المباشر الحرّ هو الضمیر الغائب؛ و من حیث الضمون فالمونولوج الداخلي ینسجم مع التعبیر الوجداني النابع عن أعماق الشخصیة حیث یضعنا الکاتب أمام شخصیة تعبّر عن نفسها مباشرة، أمّا في الخطاب غیر المباشر الحرّ فنتساءل من یتکلم معنا، أهو الشخصیة نفسها تعبّر عن أفکارها و مشاعرها أم هو الراویة یدخل إلی أعماق الشخصیة لینقل ما یتحرک فیها مشرکاً مع الشخصیة في تحلیل ذاتها بذاتها.
لیس تحلیل العمل الأدبي متروکاً للإرتجال و الذوق الفردي و الانطباعیة. فدراسة الأدب دراسة جدیة تتطلب من الدراس اختصاصاً و منهجاً؛ و هذا لا یعني إنکار أهمیة ذوق الدراس في توجهه إلی النص، ذلک أن هناک تفسیرات أدبیة عمیقة لنقاد بل قرّاء تمیزوا بذوقهم الفني و ثقافتهم العمیقة؛ غیر أن الدراسة الأدبیة المنهجیة لا یمکن أن تقوم علی حدس الدارس و ذوقه الشخصي، فهما ضروریان و لکن غیر کافیین. إن الانطباع الذاتي أو الذوق الفني الفردی مهما بلغت أهمیته یکون بحاجة ماسة لأن تصبح مقولة قابلة للاثبات من خلال مظاهر وجودها موضوعیاً في النص.
وعلی هذا أن الذوق الفني للدارس یبقی أعزل إذا لم تکن دراسته مبنیة علی مبادیء و أسس منهجیة قابلة للاثبات علی النص؛ غیر أن هذه المنهجیة غیر موجودة للوهلة الأولی. فهي لا تأتي من العدم و لا تنشأ في الفراغ. و لکي یتمکّن الدارس من اتخاذ منهج للسیر علیه، لا بدّ أن یکون مسلحاً و مضطلعا بِعُدّة متطورة اکتسبها من قراءات کثیرة و تجربة الذین سبقوه؛ و في هذه المیدان تواجهه منهجیات مختلفة و إطللالات متعددة في دراسة النص؛ فعلیه أن یعلم أن هذه إطللالات نسبیة أولاً، و أنها لا تکون إلا مجرد فرضیات توصّل إلیها الآخرون من خلال مطالعاتهم و تجاربهم الشخصیة، فلیست مغلقة بمعنی أن یکون الدارس إزاءها منقاداً مستسلماً بل علیه في هذا المضمار أن یقرأ کثیرا و یصدّق قلیلاً معتمداً علی حسّه النقدي و تفکیره الشخصي و عدم التنازل عنهما لیقرر إهمال ما ارتکبه السابقون علیه، و عندئذ یصبح الدارس علی اختیار المنهجیة المتمثلة في خطوط أساسیة یمکن أن تنطبق مع تجارب الآخرین أو لم تنطبق معها بإضافة خطوط جدیدة علیها من قِبَله أو اختصارها وفقاً لتجاربه و ثقافته من جهة و تماشیا مع طبیعة العمل الأدبي من جهة أخری.
وأما الخطوط الأساسیة التي یُِقترح السیر علیها فی تحلیل النص القصصي و دراسته فهي:
أولا: النسیج القصصي أو الهیکلیة القصصية
ثانیا: الحبکة
ثالثا: الشخصیات
رابعا: البیئة
خامسا: المعاني اللافتة
سادسا: الأسلوب
وکلٌ من هذه الخطوط یشتمل علی عناصر و جزئیات یحتاج إلی شیء من البسط و الایضاح.
أولا: النسیج القصصي أو الهیکلیة القصصية
لکل نص مادة حسیة تراها العین إذا کان النص مکتوبا أو تسمعها الأذن إذا کان شفیها. هذه المادة الحسیة مؤلفة من مجموعة عناصر أساسیة تنتمي إلیها کل عبارة من عبارات النص؛ و العناصر هي : السرد - الوصف – الخطاب – تدخلات الراویة. و دراسة نص قصصي من زاویة هیکلیته تکون رصداً دقیقا لمعرفة المکانة التي یحتلها کل من هذه العناصر و الوظیفة التي تؤدیها؛ و للتوصل إلی مکانة هذه العناصر و وظیفتها في النسیج القصصي یُقترح تنظیم المخطط التالي:
الف) تعریف کل عنصر تعریفا دقیقا مستنداً إلی مصادیق من النص.
ب) تحدید النسبة التي یشغلها کل من عناصر الهیکلیة القصصية، و یتحقق ذلک بإحصاء عدد الأسطر التي یشغلها کل منها من المجموع العام لعدد الأسطر.
ج) دراسة وظیفة کل من هذه العناصر في البناء الکلی للنص.
وأمّا تعریف هذه العناصر فهو :
1- السرد
هو نقل الأحداث التي تجری في القصة، و یقوم علی تتّبع حرکة الشخصیات و نقل الأفعال الصادرة عنهم. فهو عنصر متمیز هام لا غنی عنه في الأدب القصصي، و علاقته بالقصة کعلاقة الحوار بالمسرحیة.
2- الوصف
هو نقل صورة للشخصیات و الأمکنة و الأشیاء. و الوصف یشترک السرد في أنهما یتحققان بضمیر الغائب أو ضمیر المتکلم.
3- الخطاب
و هو علی نوعین : الخطاب المباشر و الخطاب غیر المباشر:
3-1- الخطاب المباشر، و هو علی ثلاثة أقسام:
3-1-1- الحوار
هو أن یجري الکلام بین شخصین أو أکثر معبرین عن أفکارهم و میولهم و طباعهم، فبدل أن ینقل إلینا الراویة کلام الأشخاص یترکهم یتکلمون فیذکر کلامهم حرفاً حرفاً و کأنه شاهد أمین. و هناک علامة مطبعیة (-) في أول الکلام تدل علی أن الکلام یجري بشکل الحوار.
3-1-2- المونولوج
هو نقل کلام توجهه الشخصیة إلی نفسها، و غالبا ما له مقدمة تشتمل علی ضمیر الذات، نحو «قال في نفسه، خاطب نفسه و...».
3-1-3- المونولوج الداخلي أو المناجاة الداخلیة
وهی تختلف عن المونولوج في أنه نقل لا لکلام منطوق صادر عن الشخصیة بل لأفکار و مشاعر داخلیة لم تظهر بصیغة کلام ملفوظ. فهو کلام مباشر دون مقدمة «قال في نفسه» و دون مزدوجین.
3-2- الخطاب غیر المباشر
هو نقل لکلام إحدی الشخصیات تعبر عن أفکارها و طباعها، غیر أن النقل لا یکون حرفیا و بأمانة، بل بتصرف إما بالاختصار و إما بالتحلیل، و هو علی نوعین:
3-2-1- الخطاب غیر المباشر العادي
یختلف عن الحوار في الضمیر حیث ینتقل فیه الضمیر من المتکلم إلی الغائب مع مقدمة تحتوي علی فعل «قال أو مشتقاته» و تعقبه «أنّ» دون النقتطین بعدها.
3-2-2- الخطاب غیر المباشر الحر
یختلف عن العادي بکونه غیر مقیّد بالمقدمة «قال إن»، و القاصّ بواسطة هذا النوع من الخطاب ینقل إلینا ما یدور في نفس الشخصیة من مشاعر و أحاسیس و لا الکلام الصادر عنه، و بهذا یشترک هو مع المونولوج الداخلي، لکن یختلف عنه من حیث الشکل بأنّ ضمیر الغالب علی الخطاب غیر المباشر الحرّ هو الضمیر الغائب؛ و من حیث الضمون فالمونولوج الداخلي ینسجم مع التعبیر الوجداني النابع عن أعماق الشخصیة حیث یضعنا الکاتب أمام شخصیة تعبّر عن نفسها مباشرة، أمّا في الخطاب غیر المباشر الحرّ فنتساءل من یتکلم معنا، أهو الشخصیة نفسها تعبّر عن أفکارها و مشاعرها أم هو الراویة یدخل إلی أعماق الشخصیة لینقل ما یتحرک فیها مشرکاً مع الشخصیة في تحلیل ذاتها بذاتها.
الجمعة 02 مارس 2012, 05:08 من طرف د.بوفولة بوخميس
» مفهوم السرد
الجمعة 15 أكتوبر 2010, 14:06 من طرف حس
» سنة دراسية موفقة للجميع
الخميس 23 سبتمبر 2010, 10:38 من طرف missalam
» طلب مساعدة من طلبة علم الاجتماع بفاس سايس.
الأحد 12 سبتمبر 2010, 04:34 من طرف bahansen
» استعمــــال الزمــــــــن 5+6 عربية
الأحد 13 سبتمبر 2009, 03:51 من طرف Admin
» مقرر تنظيم السنة الدراسية 2010 ـ 2009
الأحد 13 سبتمبر 2009, 03:48 من طرف Admin
» مبادیء تحليل النص القصصی 09
الأحد 09 أغسطس 2009, 17:17 من طرف jam
» مبادیء تحليل النص القصصی 08
الأحد 09 أغسطس 2009, 17:15 من طرف jam
» مبادیء تحليل النص القصصی 07
الأحد 09 أغسطس 2009, 17:12 من طرف jam