د) الحبکة باعتبار تنظیم الأحداث[21]
1- طریقة الزمن التاریخي
یجري تنظیم الحبکة کحدث تاریخي یبدأ من نقطة زمینة ثابتة و ینتهي في نقطة زمینة معینة، فترتبط الأحداث السابقة باللاحقة بمنطق السبب و المسبب أو العلة و المعلول حیث یؤدي کل حدث إلی حدث آخر.
2- طریقة الزمن النفسي
یکون تنظیم الحبکة حسب الاحساس بالحدث لا علی حسب وقوعة تاریخیا، فالقاص یصور انفعالات و عواطف و مواقف الشخصیات کما تحدث في الحیاة الیومیة، فهي کمجموعة أحداث غیر مستقلة بذاتها و لکن متفرقة متشتة.
3- طریقة الرجوع الفني
وهي أن یقطع القاص التسلسل الزمني للأحداث لیقدّم خلاصةً لحادثة وقعت في الماضي، ثم یعود إلی مجراه السابق و یتابع الأحداث.
4- طریقة التنبؤ القصصي
وهي تعني عرض الأحداث في العمل القصصي علی ترتیب أو نحو یهیّیء القاریء للأحداث اللاحقة.
ثالثاً : الشخصیات
الشخصیة في القصة هي العنصر الأساس و المحور الذي تجري حولها الأحداث، و لابدّ لهذه الشخصیة أو الشخصیات من أن تمتلک القوة و الجاذبیة و القدرة علی تسخیر کل ما یدور حولها من المواد و العناصر و الوسائل[22]. و دائرة اهتمام القاصّ بالشخصیات متنوعة، فقد یهتم ببعض الشخصیات فیحلّل نوازعها و سلوکها و یبیّن صفاتها و یکشف عن جوانب غموضها حیث یوظفها للتعبیر عن أفکاره و آرائه، و یعطیها الدور الرئیس في عمله القصصي؛ فهذه الشخصیة هي التي أطلق علیها النقاد مصطلح «البطل».
وها هنا یعرض سؤال هام هو أن الشخصیات التي تتحرک في عالم القصة هي شخصیات واقعیة أم خیالیة؟ و قد ردّت علی هذا السؤال أجوبة کثیرة تقع في قطبین متقابلین: فالأدب هو الحیاة بالنسبة للبعض، فإنه تصویر الواقع و تمثیله و محاولة خلق مثال ثانٍ مطابق له، و هذا هو ما تقول به النظرة الواقعیة الساذجة. و في القطب الثاني و المقابل تقف نزعة الأدباء الحدیثیین و السریالیین. فالأدب في رأیهم فعلُ خلق فذّ یخلق نفسه انطلاقاً من نفسه دون تقلید العالم الخارج عنه و دون تقیّد به، فالأدب یصنع من اللغة و من رموز اللغة لا من الأشیاء التي تکون في الواقع و توجد خارج اللّغة، فهو لا یعکس واقعاً موجوداً و کأنه مجرد مرآة، بل یخلق واقعاً جدیداً من رموز اللّغة.
وهناک موقف وسط بین الموقفین یقول بأن للنص ما یشبه العالم[23]، فالشخصیات أو الأمکنة أو التواریخ التي تشکل عالم القصة لیست کائنات موجودة في الواقع وجوداً فعلیاً. فأيّ شخصیة قصیة مهما اقتربت من نموذج واقعي تظل مختلفة عنه توحي الاقتراب و لکنها تبقی بعیدة عنه إذ أسهم الخیال في صنعها، و في المقابل أيّ شخصیة قصصیة مهما ابتعدت عن نماذج الواقع و أُغرقت في الخیال فتکون مشتملة علی عناصر مستمدة من الواقع الخارج عن الأدب. فالقاص لا یخلق من لا شيء، فعمله مزیج من الواقع و الخیال، لکن هذا المزیج یتفاوت فی درجة قربه أو بعده عن الواقع.
هذه الرؤیة إلی عالم النص الأدبي تصحّح غلوّ الواقعیین السذّج الذین یرون العناصر المکونة لعالم النص عناصر واقعیة خاضعة لمنطق الوجود الخارجي، و في نفس الوقت تصحّح غلوّ البنیویین و السریالیین الذین یغلقون النص علی نفسه و یعالجون عالم النص و کأنه لا یخضع إلا لقواعد اللّغة، فبدل أن یتجه نحو الواقع یستدیر نحو نفسه کي لا یعني إلا ذاته.
وأمّا الشخصیات القصصیة فلها أقسام باعتبارات مختلفة، منها:
الف) الشخصیة باعتبار دورها في القصة
1- الشخصیة الرئیسة أو البطل
هي الشخصیة التي یختارها القاص لتمثل ما أراد تصویره أو ما أراد التعبیر عنه من أفکار و أحاسیس، فهي تتمتع باستقلالیة في الرأي و حریة في الحرکة داخل مجال النص القصصي.
2- الشخصیة المساعدة
هي التي تشارک في نموّ الحدث القصصي و بلورة معناه و الإسهام في تصویر الحدث، فوظیفتها أقلّ قیمة من وظیفة الشخصیة الرئیسة، رغم أنها أحیانا تقوم بدور مصیري هامّ في حیاة الشخصیة الرئیسة.
3- الشخصیة المعارضة
هي الشخصیة التی تمثّل القوی المعارضة في النص القصصي و تقف في وجه الشخصیة الرئیسة أو المساعدة و تحاول قدر جهدها سدّ سبیلها. فهي أیضاً شخصیة قویة فعّالة في القصة.
ب) الشخصیة باعتبار تحولها و عدمه[24]
1- الشخصیة الثابته
هي شخصیة تبقی علی حالها من بدایة القصة إلی نهایتها، فلا تتحول و لا تتطور بتطور الأحداث و لا تزید علی مکوناتها الشخصیة و لا تنقص منها.
2- الشخصیة النامیة
هي التي تتطور قلیلاً قلیلاً من موقف إلی موقف بحسب تطور الأحداث و تفاعلها المستمر و صراعها الدائم معها، فتتکشف ملامحها و صفاتها خلال القصة، و لا تکتمل تکوینها حتی تکتمل القصة.
ب) الشخصیة باعتبار أبعادها و مستوباتها
1- الشخصیة ذات المستوی الواحد أو الشخصیة البسیطة أو المسطحة
شخصیة تمثل صفة أو عاطفة أو فکرة واحدة من بدء القصة حتی نهایتها، فلا تؤثر فیها الحوادث و لا تأخذ منها شیئاً، و یعوزها عنصر المفاجاة، فلیست لها القدرة علی القیام بعمل یغیّر فجأة مجری الأحداث[25]، و من میزاتها هي أنها لا تحتاج إلی تقدیم و تفسیر، و لا إلی فضل تحلیل و بیان[26].
2- الشخصیة ذات المستویات المتعددة المعقدة
هي شخصیة ذات أبعاد متعددة تختفي في بدایة القصة و لا تبدو للقاریء فی الصفحات الأولی بل تتکشف شیئا فشیئا و تتطور بتطور القصة و أحداثها[27]. و المیزة التي یجب أن تتصف بها الشخصیة المعقدة هي استطاعتها المستمرة علی مفاجئة القاریء بصورة مرضیة و مقنعة، فإن لم تقدّم شیئا جدیداً مبهراً أو عملاً مثیراً فهي شخصیة مسطحة[28].
1- طریقة الزمن التاریخي
یجري تنظیم الحبکة کحدث تاریخي یبدأ من نقطة زمینة ثابتة و ینتهي في نقطة زمینة معینة، فترتبط الأحداث السابقة باللاحقة بمنطق السبب و المسبب أو العلة و المعلول حیث یؤدي کل حدث إلی حدث آخر.
2- طریقة الزمن النفسي
یکون تنظیم الحبکة حسب الاحساس بالحدث لا علی حسب وقوعة تاریخیا، فالقاص یصور انفعالات و عواطف و مواقف الشخصیات کما تحدث في الحیاة الیومیة، فهي کمجموعة أحداث غیر مستقلة بذاتها و لکن متفرقة متشتة.
3- طریقة الرجوع الفني
وهي أن یقطع القاص التسلسل الزمني للأحداث لیقدّم خلاصةً لحادثة وقعت في الماضي، ثم یعود إلی مجراه السابق و یتابع الأحداث.
4- طریقة التنبؤ القصصي
وهي تعني عرض الأحداث في العمل القصصي علی ترتیب أو نحو یهیّیء القاریء للأحداث اللاحقة.
ثالثاً : الشخصیات
الشخصیة في القصة هي العنصر الأساس و المحور الذي تجري حولها الأحداث، و لابدّ لهذه الشخصیة أو الشخصیات من أن تمتلک القوة و الجاذبیة و القدرة علی تسخیر کل ما یدور حولها من المواد و العناصر و الوسائل[22]. و دائرة اهتمام القاصّ بالشخصیات متنوعة، فقد یهتم ببعض الشخصیات فیحلّل نوازعها و سلوکها و یبیّن صفاتها و یکشف عن جوانب غموضها حیث یوظفها للتعبیر عن أفکاره و آرائه، و یعطیها الدور الرئیس في عمله القصصي؛ فهذه الشخصیة هي التي أطلق علیها النقاد مصطلح «البطل».
وها هنا یعرض سؤال هام هو أن الشخصیات التي تتحرک في عالم القصة هي شخصیات واقعیة أم خیالیة؟ و قد ردّت علی هذا السؤال أجوبة کثیرة تقع في قطبین متقابلین: فالأدب هو الحیاة بالنسبة للبعض، فإنه تصویر الواقع و تمثیله و محاولة خلق مثال ثانٍ مطابق له، و هذا هو ما تقول به النظرة الواقعیة الساذجة. و في القطب الثاني و المقابل تقف نزعة الأدباء الحدیثیین و السریالیین. فالأدب في رأیهم فعلُ خلق فذّ یخلق نفسه انطلاقاً من نفسه دون تقلید العالم الخارج عنه و دون تقیّد به، فالأدب یصنع من اللغة و من رموز اللغة لا من الأشیاء التي تکون في الواقع و توجد خارج اللّغة، فهو لا یعکس واقعاً موجوداً و کأنه مجرد مرآة، بل یخلق واقعاً جدیداً من رموز اللّغة.
وهناک موقف وسط بین الموقفین یقول بأن للنص ما یشبه العالم[23]، فالشخصیات أو الأمکنة أو التواریخ التي تشکل عالم القصة لیست کائنات موجودة في الواقع وجوداً فعلیاً. فأيّ شخصیة قصیة مهما اقتربت من نموذج واقعي تظل مختلفة عنه توحي الاقتراب و لکنها تبقی بعیدة عنه إذ أسهم الخیال في صنعها، و في المقابل أيّ شخصیة قصصیة مهما ابتعدت عن نماذج الواقع و أُغرقت في الخیال فتکون مشتملة علی عناصر مستمدة من الواقع الخارج عن الأدب. فالقاص لا یخلق من لا شيء، فعمله مزیج من الواقع و الخیال، لکن هذا المزیج یتفاوت فی درجة قربه أو بعده عن الواقع.
هذه الرؤیة إلی عالم النص الأدبي تصحّح غلوّ الواقعیین السذّج الذین یرون العناصر المکونة لعالم النص عناصر واقعیة خاضعة لمنطق الوجود الخارجي، و في نفس الوقت تصحّح غلوّ البنیویین و السریالیین الذین یغلقون النص علی نفسه و یعالجون عالم النص و کأنه لا یخضع إلا لقواعد اللّغة، فبدل أن یتجه نحو الواقع یستدیر نحو نفسه کي لا یعني إلا ذاته.
وأمّا الشخصیات القصصیة فلها أقسام باعتبارات مختلفة، منها:
الف) الشخصیة باعتبار دورها في القصة
1- الشخصیة الرئیسة أو البطل
هي الشخصیة التي یختارها القاص لتمثل ما أراد تصویره أو ما أراد التعبیر عنه من أفکار و أحاسیس، فهي تتمتع باستقلالیة في الرأي و حریة في الحرکة داخل مجال النص القصصي.
2- الشخصیة المساعدة
هي التي تشارک في نموّ الحدث القصصي و بلورة معناه و الإسهام في تصویر الحدث، فوظیفتها أقلّ قیمة من وظیفة الشخصیة الرئیسة، رغم أنها أحیانا تقوم بدور مصیري هامّ في حیاة الشخصیة الرئیسة.
3- الشخصیة المعارضة
هي الشخصیة التی تمثّل القوی المعارضة في النص القصصي و تقف في وجه الشخصیة الرئیسة أو المساعدة و تحاول قدر جهدها سدّ سبیلها. فهي أیضاً شخصیة قویة فعّالة في القصة.
ب) الشخصیة باعتبار تحولها و عدمه[24]
1- الشخصیة الثابته
هي شخصیة تبقی علی حالها من بدایة القصة إلی نهایتها، فلا تتحول و لا تتطور بتطور الأحداث و لا تزید علی مکوناتها الشخصیة و لا تنقص منها.
2- الشخصیة النامیة
هي التي تتطور قلیلاً قلیلاً من موقف إلی موقف بحسب تطور الأحداث و تفاعلها المستمر و صراعها الدائم معها، فتتکشف ملامحها و صفاتها خلال القصة، و لا تکتمل تکوینها حتی تکتمل القصة.
ب) الشخصیة باعتبار أبعادها و مستوباتها
1- الشخصیة ذات المستوی الواحد أو الشخصیة البسیطة أو المسطحة
شخصیة تمثل صفة أو عاطفة أو فکرة واحدة من بدء القصة حتی نهایتها، فلا تؤثر فیها الحوادث و لا تأخذ منها شیئاً، و یعوزها عنصر المفاجاة، فلیست لها القدرة علی القیام بعمل یغیّر فجأة مجری الأحداث[25]، و من میزاتها هي أنها لا تحتاج إلی تقدیم و تفسیر، و لا إلی فضل تحلیل و بیان[26].
2- الشخصیة ذات المستویات المتعددة المعقدة
هي شخصیة ذات أبعاد متعددة تختفي في بدایة القصة و لا تبدو للقاریء فی الصفحات الأولی بل تتکشف شیئا فشیئا و تتطور بتطور القصة و أحداثها[27]. و المیزة التي یجب أن تتصف بها الشخصیة المعقدة هي استطاعتها المستمرة علی مفاجئة القاریء بصورة مرضیة و مقنعة، فإن لم تقدّم شیئا جدیداً مبهراً أو عملاً مثیراً فهي شخصیة مسطحة[28].
الجمعة 02 مارس 2012, 05:08 من طرف د.بوفولة بوخميس
» مفهوم السرد
الجمعة 15 أكتوبر 2010, 14:06 من طرف حس
» سنة دراسية موفقة للجميع
الخميس 23 سبتمبر 2010, 10:38 من طرف missalam
» طلب مساعدة من طلبة علم الاجتماع بفاس سايس.
الأحد 12 سبتمبر 2010, 04:34 من طرف bahansen
» استعمــــال الزمــــــــن 5+6 عربية
الأحد 13 سبتمبر 2009, 03:51 من طرف Admin
» مقرر تنظيم السنة الدراسية 2010 ـ 2009
الأحد 13 سبتمبر 2009, 03:48 من طرف Admin
» مبادیء تحليل النص القصصی 09
الأحد 09 أغسطس 2009, 17:17 من طرف jam
» مبادیء تحليل النص القصصی 08
الأحد 09 أغسطس 2009, 17:15 من طرف jam
» مبادیء تحليل النص القصصی 07
الأحد 09 أغسطس 2009, 17:12 من طرف jam