ويجدر بنا ان نذكر ان الراوي يتمتع ببعد معين عن المؤلف الضمني ويمكن ان يكون ذلك البعد اخلاقياً مثل الراوي في Jonathan Wild للكاتب البريطاني هنري فيدلج او ان يكون البعد فكرياً كما هو الحال بين توني وهك فين وريشاردسون وكلاريسا وسيترن وترسترام شاندي. او ان يكون البعد زمنياً او مادياً. وفي الحقيقة , يمتاز معظم المؤلفين ببعد حتى عن الراوي العارف وذلك لان المؤلفين يدركون جيداً ما سينتج عن الاحداث لاحقاً.
ومن جهة اخرى يتمتع الراوي ببعد معين عن الشخصيات الاخرى في الرواية وقد يختلف معهم اخلاقياً وفكرياً وزمنياً ( نشير هنا الى الراوي الناضج ونفسه الفتية في رواية" الامال الكبيرة " "Great Expectations'' لشارلز ديكنز او ان يختلف اخلاقياً وعاطفياً كما هو الحال مع فاولر الراوي وبايل الامريكي في رواية ""The Quiet American" للكاتب Greene او ان يختلف اخلاقياً وعاطفياً كما هو الحال في قصتة" السوار" للكاتب الفرنسي موباسان.
ثمة بعد اخر يوجد بين الراوي والقارئ ويتجسد هذا البعد بالمعايير الخاصة بالقارئ مثل " التحول" عند كافكا حيث يتجلى البعد بصورة مادية وعاطفية, او ان يكون البعد اخلاقياً وعاطفياً كما هو الحال عند البخيل في رواية "" le Noeud de Viperes للكاتب الفرنسي Maurice ومع رفض السرد المتسم بالمعرفة الكلية مقابل القيود الموجودة لدى الراوة الممسرحين جديري الثقة والمعتمد عليهم فانه من المدهش حقا ان يكتسب المؤلفين حديثي الخبرة مع الراوة غير جديري الثقة والذين تتغير سماتهم من خلال سير الاحداث وتقدم العمل الفني الذي يسردونه, ومنذ عصر شكسبير نلاحظ انه اخبر العالم الحديث بان الاغريق تفّحصوا بعمق مسألة اهمال الشخصية التي يطرأ عليها تغيير اثناء العمل الفني ( هنا يمكننا مقارنة ماكبث والملك لير مع اوديب) .
علما ان الروايات التي تعكس تطوراً للشخصية او تدهوراً لها اصبحت مالوفة. ولم يدرك المؤلف الحديث هذه الظاهرة الى ان اكتشف استعمال الشخص الثالث المفرد العاكس بحيث انه قدّم الراوي الذي يتطور اثناء سرده للعمل . ففي رواية " الامال الكبيرة" لشارلز ديكنز نلاحظ بيب Pip وهو ناضج تم تقديمه كرجل كريم وطيب القلب لاحظ ان ذاته الشابة تبتعد عن القارئ كما كانت في السابق ثم يعود مرة اخرى . ومن الاهمية بمكان ان نذكر ان استعمال الشخص الثالث المفرد يروي في الزمن الماضي الا ان تأثيره يكون حاضراً امام اعيننا وانه ينطلق من القيم التي يتمسك بها القارئ نفسه. ومن الملاحظ ان الكتّاب في القرن العشرين اعتمدوا مثل هذة النقلات السريعة حيث يبدأ الراوي بعيداً وينتهي قريباً او ان يبدأ قريباً ويتحرك بعيداً ثم ينتهي قريباً او انه يبدأ بعيداً ثم يتحرك أبعد من ذلك وهكذا.
اما البعد الرابع الذي يمكننا تفحّصه فهو البعد الموجود بين المؤلف الضمني والقارئ . ويمكن ان يكون هذا البعد فكرياً ونشير هنا الى المؤلف الضمني في Trastram Shandy على ان الايتم تشخيصه مع Trastram الذي هو على بينة من الكثير من المعرفة التقليدية اكثر من قرائه ومن وجهة نظر المؤلف فان القراءة الناجحة تكمن في الغاء وتجاوز أي بعد بين المعايير الاساسية لمؤلفه الضمني ومعايير القارئ المفترضة ويمكن تمييز العمل الردئ من خلال طلب المؤلف الضمني بان يصدر حكمه وفق معايير يرفضها اصلا.
وفيما يخص البعد الخامس فانه يكمن بين المؤلف المفترض والشخصيات الاخرى ويمكن ان يتخذ هذا البعد صيغاً مختلفة يتعمد بعض الكتّاب الناجحين الى ان يجعلوا شخصياتها بعيدة في كل المجالات ويتعمد البعض الاخر الى جعلهم بعيدين عنهم على سبيل المثال تقدم جين اوستين مجالاً واسعاً من الحكم الاخلاقي والاستحسان التام لجين فيرفاكس وفي" Emma" الى الازدراء من لويكهام في "Pride and Prejdice" .
ومن جهة اخرى يتمتع الراوي ببعد معين عن الشخصيات الاخرى في الرواية وقد يختلف معهم اخلاقياً وفكرياً وزمنياً ( نشير هنا الى الراوي الناضج ونفسه الفتية في رواية" الامال الكبيرة " "Great Expectations'' لشارلز ديكنز او ان يختلف اخلاقياً وعاطفياً كما هو الحال مع فاولر الراوي وبايل الامريكي في رواية ""The Quiet American" للكاتب Greene او ان يختلف اخلاقياً وعاطفياً كما هو الحال في قصتة" السوار" للكاتب الفرنسي موباسان.
ثمة بعد اخر يوجد بين الراوي والقارئ ويتجسد هذا البعد بالمعايير الخاصة بالقارئ مثل " التحول" عند كافكا حيث يتجلى البعد بصورة مادية وعاطفية, او ان يكون البعد اخلاقياً وعاطفياً كما هو الحال عند البخيل في رواية "" le Noeud de Viperes للكاتب الفرنسي Maurice ومع رفض السرد المتسم بالمعرفة الكلية مقابل القيود الموجودة لدى الراوة الممسرحين جديري الثقة والمعتمد عليهم فانه من المدهش حقا ان يكتسب المؤلفين حديثي الخبرة مع الراوة غير جديري الثقة والذين تتغير سماتهم من خلال سير الاحداث وتقدم العمل الفني الذي يسردونه, ومنذ عصر شكسبير نلاحظ انه اخبر العالم الحديث بان الاغريق تفّحصوا بعمق مسألة اهمال الشخصية التي يطرأ عليها تغيير اثناء العمل الفني ( هنا يمكننا مقارنة ماكبث والملك لير مع اوديب) .
علما ان الروايات التي تعكس تطوراً للشخصية او تدهوراً لها اصبحت مالوفة. ولم يدرك المؤلف الحديث هذه الظاهرة الى ان اكتشف استعمال الشخص الثالث المفرد العاكس بحيث انه قدّم الراوي الذي يتطور اثناء سرده للعمل . ففي رواية " الامال الكبيرة" لشارلز ديكنز نلاحظ بيب Pip وهو ناضج تم تقديمه كرجل كريم وطيب القلب لاحظ ان ذاته الشابة تبتعد عن القارئ كما كانت في السابق ثم يعود مرة اخرى . ومن الاهمية بمكان ان نذكر ان استعمال الشخص الثالث المفرد يروي في الزمن الماضي الا ان تأثيره يكون حاضراً امام اعيننا وانه ينطلق من القيم التي يتمسك بها القارئ نفسه. ومن الملاحظ ان الكتّاب في القرن العشرين اعتمدوا مثل هذة النقلات السريعة حيث يبدأ الراوي بعيداً وينتهي قريباً او ان يبدأ قريباً ويتحرك بعيداً ثم ينتهي قريباً او انه يبدأ بعيداً ثم يتحرك أبعد من ذلك وهكذا.
اما البعد الرابع الذي يمكننا تفحّصه فهو البعد الموجود بين المؤلف الضمني والقارئ . ويمكن ان يكون هذا البعد فكرياً ونشير هنا الى المؤلف الضمني في Trastram Shandy على ان الايتم تشخيصه مع Trastram الذي هو على بينة من الكثير من المعرفة التقليدية اكثر من قرائه ومن وجهة نظر المؤلف فان القراءة الناجحة تكمن في الغاء وتجاوز أي بعد بين المعايير الاساسية لمؤلفه الضمني ومعايير القارئ المفترضة ويمكن تمييز العمل الردئ من خلال طلب المؤلف الضمني بان يصدر حكمه وفق معايير يرفضها اصلا.
وفيما يخص البعد الخامس فانه يكمن بين المؤلف المفترض والشخصيات الاخرى ويمكن ان يتخذ هذا البعد صيغاً مختلفة يتعمد بعض الكتّاب الناجحين الى ان يجعلوا شخصياتها بعيدة في كل المجالات ويتعمد البعض الاخر الى جعلهم بعيدين عنهم على سبيل المثال تقدم جين اوستين مجالاً واسعاً من الحكم الاخلاقي والاستحسان التام لجين فيرفاكس وفي" Emma" الى الازدراء من لويكهام في "Pride and Prejdice" .
الجمعة 02 مارس 2012, 05:08 من طرف د.بوفولة بوخميس
» مفهوم السرد
الجمعة 15 أكتوبر 2010, 14:06 من طرف حس
» سنة دراسية موفقة للجميع
الخميس 23 سبتمبر 2010, 10:38 من طرف missalam
» طلب مساعدة من طلبة علم الاجتماع بفاس سايس.
الأحد 12 سبتمبر 2010, 04:34 من طرف bahansen
» استعمــــال الزمــــــــن 5+6 عربية
الأحد 13 سبتمبر 2009, 03:51 من طرف Admin
» مقرر تنظيم السنة الدراسية 2010 ـ 2009
الأحد 13 سبتمبر 2009, 03:48 من طرف Admin
» مبادیء تحليل النص القصصی 09
الأحد 09 أغسطس 2009, 17:17 من طرف jam
» مبادیء تحليل النص القصصی 08
الأحد 09 أغسطس 2009, 17:15 من طرف jam
» مبادیء تحليل النص القصصی 07
الأحد 09 أغسطس 2009, 17:12 من طرف jam