علاوة على هذا الاقتراب البياني، شيد أبو تمام مبدأ الثبات على التركيب النحويِّ، فالجملة ُ الاسمية ُ بركنيها المبتدأ والخبر: كأنه خلقُ الإمام وهديهُ المتيسرُ منحتِ الصورة السكونَ والاستقرارَ، خلافَ الجملةِ الفعليةِ : أطلَّ من الربيع. فالحدث محمولٌ على لحظةٍ ماضيةٍ انقطعت مع سيرورةِ الزمن الآني. ولا يقتصر توظيفُ التركيبِ الاسميِّ على هذا البيت وحدَهُ، بل يتعدَّاه ليشمل البنية المدحية بمختلف أنواعها البسيطِ والمركـَّبِ، المُؤكدِ بمصدِّر أو الغفل عن التوكيدِ نحو: إن الخليفة عينُ الهدى، لهُ الخلافة مَحْجرُ، كأنها تتفكـَّرُ، إن عقدة أمرها في كفه، لا يدٌ مذمومة للحادثات، لا سوامٌ يُذعَرُ، كأنها عقد، كأن العدل فيها جوهرُ، كأنما هو محضرُ، ملك يضل ُّ الفخرُ في أيامه ..
مبدأ الثبات يدعِّمُه – إيقاعيا - المقطعُ المتوسِّط ُ الذي يتكونُ من الصامت والصائت الطويل، وقد أكسب المديحَ جرْسا هادئا وإيقاعا متـَّزنا، ذلك أنَّ نفـَسَ المُنشدِ ينداحُ في الأفق ويستغرق فترة زمنية أطولَ في أدائهِ مقارنة ً مع تلفظِه بالمقطع القصير [صامت + صائت قصير]. وقد تكرر المقطعُ المتوسط ُ في هذه البنية ثمانية ً وأربعينَ مرة ً من دون احتساب المقاطع القصيرة التي تقتضي استقامة ُ الوزن إشباعَها. أما الأمثلة ُ الدَّالة ُ فـ: الأيـام، جوده، الخليفة، الهدى، حركاتها، ترى..
خلقُ الإمام، عدلُ الإمام، جودُ الإمام: يحاور هذا التركيبُ الإسناديُّ بالإضافةِ خفية ً طرفاً مستفيداً من خصال المعتصم، ذاك هو المأموم في ثنائيةٍ تبرعمت من التقاطب الأساس، كما يستدعي المحمولُ الاسميُّ المعنويُّ الخليفة ُ مستفيداً/الرعية. فتصبحُ الأخلاقُ الذاتية ُ مؤسِّسَة ً لفعليْ الجودِ والعدل الغيريَّيْن، بل تصير إشاراتُ الخير والنماءِ والخصبِ والسماح ِ والنـَّوْر المنسوبةِ إلى الربيع استعارة ً في بنيةِ الطبيعةِ قـيَّماً ضمنية استلزمها السِّيَّـاقُ الشعوريُّ ومقصدية ُ المديح التكسبيِّ يتأكد هذا بجلاءٍ من خلال هذا البيتِ الشعريِّ:
إن النسيان سمة ٌ سلبية ٌ، أما التذكـُّرُ فقيمة ٌ إيجابية ٌ. والدهر/الليالي قادرٌ على تحويل خصوبةِ الربيع هشائما لا تثمرُ زمن القيظ، فاعل ٌ في إبدال حسن الأرض سماجة ً، عاجز ٌ عن تقويض دعائم عدل المعتصم، منفعلٌ أمامَ جودِه وكرمِه الجميم. لذا يبدو الدهرُ مُـدْركاً عن وعي ٍ أنَّ مثيل َ
الخليفة المعتصم عَـقِـمَ رحمُ الأرض أن تنجبَ نِـدَّهُ:
في ملمح ٍ استعاري ٍّ ترك أبو تمام الخلافة تشاطرُ الدَّهْرَ اندهاشَهُ أمامَ التقاسيم المتعددةِ للمعتصم، فهي تعْلم يقينا أنها لن تؤثـر عليه غريماً أوْ مُنافِساً ما دامت أنها خبَرَتْ أفعالـهُ، ورازت سلوكهُ عن تفكـُّر ٍ وتدبُّـرٍ، فأدركتْ أنَّ اتساعَ سلطانِها وسموَّ صولجانها تأسَّسَ على العدْل المطلق والسياسةِ الرشيدةِ، الحكيمةِ في هديِها، الجليلةِ في تدبيرها، فكانتِ النتيجة ُ أن البلادَ خفضتْ جناحَها تذللا، وهاضتْ كبرياءَها تجمُّلا وقربى. وغيرُ خاف ٍ أن القوى المساعدة في نعمةِ إحلالِ النظام ِ وإشاعةِ العدل في ربوع البلادِ هم عُصَبٌ يمنيَّة ٌ ومُضريَّة ٌ حتى ضلَّ الفخرُ عن خيلائِهِ، وسلـَّمَ سلطانه طائعا للمعتصم الخليفة الإمام، وبذا يتضح أنَّ التفاعُلَ بين بنيتيْ الطبيعةِ والمديح ِ قائم ٌ على التناظر ِ بدل التَّصارع، على التكامُل عوض التنافر.
مبدأ الثبات يدعِّمُه – إيقاعيا - المقطعُ المتوسِّط ُ الذي يتكونُ من الصامت والصائت الطويل، وقد أكسب المديحَ جرْسا هادئا وإيقاعا متـَّزنا، ذلك أنَّ نفـَسَ المُنشدِ ينداحُ في الأفق ويستغرق فترة زمنية أطولَ في أدائهِ مقارنة ً مع تلفظِه بالمقطع القصير [صامت + صائت قصير]. وقد تكرر المقطعُ المتوسط ُ في هذه البنية ثمانية ً وأربعينَ مرة ً من دون احتساب المقاطع القصيرة التي تقتضي استقامة ُ الوزن إشباعَها. أما الأمثلة ُ الدَّالة ُ فـ: الأيـام، جوده، الخليفة، الهدى، حركاتها، ترى..
خلقُ الإمام، عدلُ الإمام، جودُ الإمام: يحاور هذا التركيبُ الإسناديُّ بالإضافةِ خفية ً طرفاً مستفيداً من خصال المعتصم، ذاك هو المأموم في ثنائيةٍ تبرعمت من التقاطب الأساس، كما يستدعي المحمولُ الاسميُّ المعنويُّ الخليفة ُ مستفيداً/الرعية. فتصبحُ الأخلاقُ الذاتية ُ مؤسِّسَة ً لفعليْ الجودِ والعدل الغيريَّيْن، بل تصير إشاراتُ الخير والنماءِ والخصبِ والسماح ِ والنـَّوْر المنسوبةِ إلى الربيع استعارة ً في بنيةِ الطبيعةِ قـيَّماً ضمنية استلزمها السِّيَّـاقُ الشعوريُّ ومقصدية ُ المديح التكسبيِّ يتأكد هذا بجلاءٍ من خلال هذا البيتِ الشعريِّ:
تـُنسى الريـاضُ وما يُرَوِّضُ فعلُـهُ أبَداً علـى مـرِّ الليـالي يُـذكـرُ
إن النسيان سمة ٌ سلبية ٌ، أما التذكـُّرُ فقيمة ٌ إيجابية ٌ. والدهر/الليالي قادرٌ على تحويل خصوبةِ الربيع هشائما لا تثمرُ زمن القيظ، فاعل ٌ في إبدال حسن الأرض سماجة ً، عاجز ٌ عن تقويض دعائم عدل المعتصم، منفعلٌ أمامَ جودِه وكرمِه الجميم. لذا يبدو الدهرُ مُـدْركاً عن وعي ٍ أنَّ مثيل َ
الخليفة المعتصم عَـقِـمَ رحمُ الأرض أن تنجبَ نِـدَّهُ:
فليَعْسُـرَّنَّ علـى الليـالي بَـعْدَهُ أن يُبْتلى بصرُوفهـنَّ المُعْسِـرُ
في ملمح ٍ استعاري ٍّ ترك أبو تمام الخلافة تشاطرُ الدَّهْرَ اندهاشَهُ أمامَ التقاسيم المتعددةِ للمعتصم، فهي تعْلم يقينا أنها لن تؤثـر عليه غريماً أوْ مُنافِساً ما دامت أنها خبَرَتْ أفعالـهُ، ورازت سلوكهُ عن تفكـُّر ٍ وتدبُّـرٍ، فأدركتْ أنَّ اتساعَ سلطانِها وسموَّ صولجانها تأسَّسَ على العدْل المطلق والسياسةِ الرشيدةِ، الحكيمةِ في هديِها، الجليلةِ في تدبيرها، فكانتِ النتيجة ُ أن البلادَ خفضتْ جناحَها تذللا، وهاضتْ كبرياءَها تجمُّلا وقربى. وغيرُ خاف ٍ أن القوى المساعدة في نعمةِ إحلالِ النظام ِ وإشاعةِ العدل في ربوع البلادِ هم عُصَبٌ يمنيَّة ٌ ومُضريَّة ٌ حتى ضلَّ الفخرُ عن خيلائِهِ، وسلـَّمَ سلطانه طائعا للمعتصم الخليفة الإمام، وبذا يتضح أنَّ التفاعُلَ بين بنيتيْ الطبيعةِ والمديح ِ قائم ٌ على التناظر ِ بدل التَّصارع، على التكامُل عوض التنافر.
الجمعة 02 مارس 2012, 05:08 من طرف د.بوفولة بوخميس
» مفهوم السرد
الجمعة 15 أكتوبر 2010, 14:06 من طرف حس
» سنة دراسية موفقة للجميع
الخميس 23 سبتمبر 2010, 10:38 من طرف missalam
» طلب مساعدة من طلبة علم الاجتماع بفاس سايس.
الأحد 12 سبتمبر 2010, 04:34 من طرف bahansen
» استعمــــال الزمــــــــن 5+6 عربية
الأحد 13 سبتمبر 2009, 03:51 من طرف Admin
» مقرر تنظيم السنة الدراسية 2010 ـ 2009
الأحد 13 سبتمبر 2009, 03:48 من طرف Admin
» مبادیء تحليل النص القصصی 09
الأحد 09 أغسطس 2009, 17:17 من طرف jam
» مبادیء تحليل النص القصصی 08
الأحد 09 أغسطس 2009, 17:15 من طرف jam
» مبادیء تحليل النص القصصی 07
الأحد 09 أغسطس 2009, 17:12 من طرف jam