إن انصراف الجاحظ لدراسة البيان والتبيين والبلاغة مظهر من مظاهر العناية بالتلقي. وإذا كان البيان والتبيين يظهران في المنثور والمنظوم، فقد نبه الجاحظ كما أسلفنا على خطورة الخطابة، وكيف يكون المجيد في إلقائها مصيبا وبليغا. أما بخصوص الشعر فلم يفت الجاحظ التنبيه على خطورته وأثره العظيم في نفوس الملقى إليهم، وقد نبه على غرض الهجاء خاصة. ومما يذكر في هذا الباب أنه كان "يبلغ من خوفهم من الهجاء ومن شدة السب عليهم، وتخوفهم أن يبقى ذكر ذلك في الأعقاب، ويسب به الأحياء والأموات، أنهـم إذا أسروا الشاعر أخذوا عليه المواثيق، وربما شدوا لسانه بنسعة"(42).
ويذكر الجاحظ أيضا في بيان أثر الشعر في العرب أنه "ربما قال الشاعر في هجائه قولا يعيب به المهجو فيمتنع من فعله المهجو وإن كان لا يلحق فاعله ذم"(43).
ولم تكن العرب ترهب الهجاء إلا لإحساسها بميسمه وشدة وقع اللسان، يقول توفيق الزيدي "ولوقع النص شكل آخر هو "البكاء" ويحدث هذا خاصة عند سماع الهجاء.. أقر الجاحظ في الحيوان.. لأمر ما بكت العرب بالدموع الغزار من وقع الهجاء. وقد يعود السبب إلى أن للهجاء نتائج نفسية وأخلاقية واجتماعية(44).
بهذا نصل إلى إنهاء عرضنا رؤية الجاحظ النقدية الكاشفة عن وعيه بالتلقي، والأثر الحاصل للمتلقي، من خلال تنصيصه على البيان والتبيين، الذي قلنا إن غرضه هو التوصيل والإبلاغ للسامع/المتلقي. وآراء الجاحظ أوسع من أن يحيط بها هذا الوصف الذي توخينا فيه الإيجاز، والأمر الذي ينبغي تأكيده في هذا المقام، أن جهود الجاحظ لا تفهم إلا في سياق الوعي، بمذهبه المعتزلي لأن المعتزلة كانوا "ينظرون إلى اللغة من زاوية نجاعتها في المجادلة، وقدرتها على التأثير في المتلقي وإقناعه..
ومن هذا المنظور حدد الجاحظ مفهوم البلاغة وضبط المقاييس الأسلوبية لفصاحة النص وبلاغته.. انطلاقا من فكرة التواصل مما ولد في صلب نظريته العناية بالمتكلم والسامع والكلام"(45).
لقد عبر الجاحظ عن إحساسه بجمال البيان المتضمن في أحسن الكلام، لذا لم يخف طربه وانفعاله لحظة تلقيه وعرضه كلام الفصحاء وانتقائه خطب البلغاء
الإحالات
(1) تاريخ النقد الأدبي عند العرب للدكتور إحسان عباس،78 ،دار الثقافة، بيروت، ط.4 .1992
(2) الأثر الأرسطي في النقد والبلاغة العربيين, للدكتور عباس ارحيلة,301، مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء، ط.1 / 1999.
(3) طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي, قرأه وشرحه محمود أحمد شاكر،1/4، دار المدني بجدة.
(4) استقبال النص عند العرب, للدكتور محمد المبارك,110، المؤسسة العربية للدراسات والنشر, بيروت, ط 1/ 1999.
(5) طبقات فحول الشعراء،1/4
(6) نفسه
(7) نفسه،1/5
( نفسه،1/4
(9) نفسه ،1/7-8
(10) نفسه1/48
(11) نفسه ،1/4
(12) مفهوم الأدبية في التراث النقدي إلى نهاية القرن الرابع، لتوفيق الزبيدي،25، النجاح الجديدة. الدار البيضاء ط2/1987.
(13) الطبقات ،1/5
(14) نفسه
(15) الشعر والشعراء, لابن قتيبة حققه وضبطه الدكتور مفيد قميحة،10، دار الكتب العلمية بيروت, لبنان ط1/ 1981.
(16) نفسه
(17) نفسه
(18) في العلاقة بين المبدع والنص والمتلقي للدكتور فؤاد المرعي, 366،عالم الفكر, ع1,2 1994
(19) الشعر والشعراء ،18
(20) نفسه
(21) ابن قتيبة محاور الماضي ومبرمج المستقبل من خلال مقدمة الشعر والشعراء للأستاذ نزار التجديتي، 50، مجلة دراسات سيميائية أدبية لسانية، ع 7- 1992.
(22) الشعر والشعراء ،19،18
(23) استقبال النص عند العرب ،200
(24) البيان والتبيين ،الجاحظ ،تح عبد السلام محمد هارون ،1/7،ط5 ،1405/1985،مطبعة المدني
(25) نفسه ،1/8
(26) نفسه ،1/11
(27) نفسه
(28) نفسه
(29) نفسه ،76
(30) نفسه
(31) النظريات اللسانية والبلاغية والأدبية عند الجاحظ، لمحمد الصغير بناني, 199،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر, 1983.
(32) نفسه ،204
(33) البيان والتبين،1/219
(34) نفسه ،1/88
(35) نفسه ،1/113
(36) نفسه ،1/115
(37) النظريات اللسانية ،1/225
(38) البيان والتبين،1/116
(39) نفسه ،1/135
(40) البيان ن1/136
(41) النظريات اللسانية ،1/241
(42) البيان ،4/45
(43) نفسه ،4/81
(44) مفهوم الادبية ،11
(45) التفكير البلاغي عند العرب ،211
ويذكر الجاحظ أيضا في بيان أثر الشعر في العرب أنه "ربما قال الشاعر في هجائه قولا يعيب به المهجو فيمتنع من فعله المهجو وإن كان لا يلحق فاعله ذم"(43).
ولم تكن العرب ترهب الهجاء إلا لإحساسها بميسمه وشدة وقع اللسان، يقول توفيق الزيدي "ولوقع النص شكل آخر هو "البكاء" ويحدث هذا خاصة عند سماع الهجاء.. أقر الجاحظ في الحيوان.. لأمر ما بكت العرب بالدموع الغزار من وقع الهجاء. وقد يعود السبب إلى أن للهجاء نتائج نفسية وأخلاقية واجتماعية(44).
بهذا نصل إلى إنهاء عرضنا رؤية الجاحظ النقدية الكاشفة عن وعيه بالتلقي، والأثر الحاصل للمتلقي، من خلال تنصيصه على البيان والتبيين، الذي قلنا إن غرضه هو التوصيل والإبلاغ للسامع/المتلقي. وآراء الجاحظ أوسع من أن يحيط بها هذا الوصف الذي توخينا فيه الإيجاز، والأمر الذي ينبغي تأكيده في هذا المقام، أن جهود الجاحظ لا تفهم إلا في سياق الوعي، بمذهبه المعتزلي لأن المعتزلة كانوا "ينظرون إلى اللغة من زاوية نجاعتها في المجادلة، وقدرتها على التأثير في المتلقي وإقناعه..
ومن هذا المنظور حدد الجاحظ مفهوم البلاغة وضبط المقاييس الأسلوبية لفصاحة النص وبلاغته.. انطلاقا من فكرة التواصل مما ولد في صلب نظريته العناية بالمتكلم والسامع والكلام"(45).
لقد عبر الجاحظ عن إحساسه بجمال البيان المتضمن في أحسن الكلام، لذا لم يخف طربه وانفعاله لحظة تلقيه وعرضه كلام الفصحاء وانتقائه خطب البلغاء
الإحالات
(1) تاريخ النقد الأدبي عند العرب للدكتور إحسان عباس،78 ،دار الثقافة، بيروت، ط.4 .1992
(2) الأثر الأرسطي في النقد والبلاغة العربيين, للدكتور عباس ارحيلة,301، مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء، ط.1 / 1999.
(3) طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي, قرأه وشرحه محمود أحمد شاكر،1/4، دار المدني بجدة.
(4) استقبال النص عند العرب, للدكتور محمد المبارك,110، المؤسسة العربية للدراسات والنشر, بيروت, ط 1/ 1999.
(5) طبقات فحول الشعراء،1/4
(6) نفسه
(7) نفسه،1/5
( نفسه،1/4
(9) نفسه ،1/7-8
(10) نفسه1/48
(11) نفسه ،1/4
(12) مفهوم الأدبية في التراث النقدي إلى نهاية القرن الرابع، لتوفيق الزبيدي،25، النجاح الجديدة. الدار البيضاء ط2/1987.
(13) الطبقات ،1/5
(14) نفسه
(15) الشعر والشعراء, لابن قتيبة حققه وضبطه الدكتور مفيد قميحة،10، دار الكتب العلمية بيروت, لبنان ط1/ 1981.
(16) نفسه
(17) نفسه
(18) في العلاقة بين المبدع والنص والمتلقي للدكتور فؤاد المرعي, 366،عالم الفكر, ع1,2 1994
(19) الشعر والشعراء ،18
(20) نفسه
(21) ابن قتيبة محاور الماضي ومبرمج المستقبل من خلال مقدمة الشعر والشعراء للأستاذ نزار التجديتي، 50، مجلة دراسات سيميائية أدبية لسانية، ع 7- 1992.
(22) الشعر والشعراء ،19،18
(23) استقبال النص عند العرب ،200
(24) البيان والتبيين ،الجاحظ ،تح عبد السلام محمد هارون ،1/7،ط5 ،1405/1985،مطبعة المدني
(25) نفسه ،1/8
(26) نفسه ،1/11
(27) نفسه
(28) نفسه
(29) نفسه ،76
(30) نفسه
(31) النظريات اللسانية والبلاغية والأدبية عند الجاحظ، لمحمد الصغير بناني, 199،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر, 1983.
(32) نفسه ،204
(33) البيان والتبين،1/219
(34) نفسه ،1/88
(35) نفسه ،1/113
(36) نفسه ،1/115
(37) النظريات اللسانية ،1/225
(38) البيان والتبين،1/116
(39) نفسه ،1/135
(40) البيان ن1/136
(41) النظريات اللسانية ،1/241
(42) البيان ،4/45
(43) نفسه ،4/81
(44) مفهوم الادبية ،11
(45) التفكير البلاغي عند العرب ،211
الجمعة 02 مارس 2012, 05:08 من طرف د.بوفولة بوخميس
» مفهوم السرد
الجمعة 15 أكتوبر 2010, 14:06 من طرف حس
» سنة دراسية موفقة للجميع
الخميس 23 سبتمبر 2010, 10:38 من طرف missalam
» طلب مساعدة من طلبة علم الاجتماع بفاس سايس.
الأحد 12 سبتمبر 2010, 04:34 من طرف bahansen
» استعمــــال الزمــــــــن 5+6 عربية
الأحد 13 سبتمبر 2009, 03:51 من طرف Admin
» مقرر تنظيم السنة الدراسية 2010 ـ 2009
الأحد 13 سبتمبر 2009, 03:48 من طرف Admin
» مبادیء تحليل النص القصصی 09
الأحد 09 أغسطس 2009, 17:17 من طرف jam
» مبادیء تحليل النص القصصی 08
الأحد 09 أغسطس 2009, 17:15 من طرف jam
» مبادیء تحليل النص القصصی 07
الأحد 09 أغسطس 2009, 17:12 من طرف jam